قمت بحمد الله وخلال الأيام الماضية بتأسيس شركتي الجديدة “المشورة الرقمية Digital X Consulting ” والتي أحاول من خلالها تحقيق حلم قديم بأن اساعد الأخرين وأقدم لهم الأفكار بعيدا عن قيود العمل الروتيني.

لماذا المشورة الرقمية الأن؟

لقد وجدت بعد خبرة زادت عن 22 عاما في مجال العمل التقني وخدمات المعلومات أنه قد جاء الوقت لكي ابتعد عن التسويق لمنتج معين أو يكون لي ولاء لعلامة تجارية ما أو أن يكون لي التزام نحو جهة محددة. لقد وجدت أن الكثير من احتياجات الناس أو الشركات يمكن تلبيتها ببساطة بعيدا عن المبالغة والتكاليف العالية.

كما تكونت لدي قناعة بأن نجاح أي شركة في العالم الرقمي اليوم لا بد أن يأتي أولا من الداخل لا أن تأتي شركة تقنية أو استشارية من خارجها لتحقق لها هذا النجاح. موظفو أي شركة هم الأقدر على القيام بالمهام المطلوبة للتحول الرقمي سواء في بناء المواقع الإلكترونية أو إدارة إجراءات العمل أو إدارة المعلومات وغيرها. فهم من يملك تلك المعرفة المتراكمة عبر الزمن والتي تمكنهم من تأدية ما هو مطلوب لكن كل ما يحتاجونه من الأخرين هو التدريب والمساعدة والمشورة والخبرة وربما نقطة البداية لينطلقوا.

لذلك قررت بعد ترك عملي الوظيفي أن أؤسس المشورة الرقمية لأحاول من خلالها مساعدة الناس. فقط لمساعدتهم حتى يحققوا أهدافهم أو يلبوا احتياجاتهم. وإن لم يكونوا على دراية باحتياجاتهم فسأساعدهم عبر المشورة الرقمية ليجدوها، بعيدا عن أي التزام تجاه أي تقنية أو منتج، فقط الالتزام نحو حاجة العميل فهي المحرك الأساسي.

لقد أصبح لزاما على الشركات والمؤسسات والأفراد قبل الشروع بتنفيذ أي عمل تقني أو رقمي أو تحمل تكلفته أن تعمد الى دراسة الوضع القائم وتحديد الوضع المستهدف الذي تسعى الوصول له لمحاولة تحديد الاحتياجات الحقيقية، وهذا ما سأحاول من خلال المشورة الرقمية أن أقدمه. التدريب وتقديم المشورة مع بقاء زمام القيادة عند العميل هو ما اسعى له. سأهتم كثيرا بناء نماذج مصغرة prototype ضمن المشورة التي سأقدمها لتكون أقرب الى الواقع بعيدا عن التنظير.

تحليل الواقع وتقديم المشورة قبل الاستثمار الفعلي في أي تقنية أو نظام بحيادية وصدق عبر نماذج تمثيلية حقيقية هو ما أسعى له عبر المشورة الرقمية.

ماذا سأقدم من خلال المشورة الرقمية؟

سأحاول أن أقدم من خلال المشورة الرقمية خبرتي في التعامل مع مشاريع كبيرة حتى يستفيد منها الجميع حتى تلك المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة. فقد تجتمع خبرتي مع خبرات أخرى لدى عملائي وشركائي فينتج عنها شيئا يغير هذا العالم.

أؤمن كثيرا بأطر العمل والمنهجيات التي تعاملت معها خلال عملي وخلال دراستي في مرحلة الدكتوراه ولن اتخلى عنها في تقديم نصحي للناس مهما كانت حاجتهم بسيطة أو ميزانيتهم متواضعة. سأعتمد على منهجيات وأطر عمل وحتى على ابحاث علمية في تقديم المشورة للأخرين.

كما سأعمد وفرق العمل الذي سيكون معي إن شاء الله الى المساهمة في بناء منصات العمل الرقمية التي تخدم عددا كبيرا من المستفيدين بعيدا عن التقليدية في تقديم الخدمة والتي تعودنا عليها قبل عصر وسائل التواصل والتراسل الحديثة وعصر الانترنت. سأحاول أن اساعد في ظهور أفكار جديدة ومبتكرة في العالم الرقمي. ومشروع “سحابة” هو باكورة تلك المشاريع التي أهدف من خلاله لجعل بناء المواقع الإلكترونية أمر سهلا ومتاحا أمام الجميع، وما زال في الجعبة الكثير.

أعلم أن الطريق طويل وشاق وقد لا يؤتي ثماره الا بعد فترة طويله لكن أؤمن أن هذا هو المستقبل. فمع التطور التقني الذي نشهده وتوافر الأدوات التنقية السهلة بين أيدي الناس وتغلغل السحابة الإلكترونية في حياتنا وانتشار وسائل التواصل والتراسل سيصبح الفرد قادرا أكثر على القيام بالمهام التقنية والمعلوماتية بنفسه له أو لشركته. كما أن الأزمات وارتفاع التكاليف الذي نشهده اليوم في المنطقة سيجبر الشركات والمؤسسات والأفراد على الاعتماد على أنفسهم الى حد كبير سعيا لتخفيض التكلفة.

الى العالم العربي كله

رغم أن الأردن هو مقر شركتي الجديدة لكن غايتي خدمة المنطقة العربية كلها. فلم يعد اليوم للمكان المادي وموقع لمكاتب تأثير كبير على العمل في العالم الافتراضي الذي تعيش فيه. العالم كله اليوم امامنا فالإنترنت وأدوات العمل الافتراضي تساعد على التواجد والعمل في كل مكان أيا كان موقعك وهذا هو أحد أهم المبادئ والاسس التي تقوم عليها الشركة التي أحلم وهو العمل على خدمة العالم الرقمي عبر العالم الرقمي.

الأردن بلد يتوسط العالم العربي ويعتبر من الأماكن الجيدة لتأسيس شركة تقنية (كما ذكر ذلك جلالة الملك عبدالله الثاني ذات مرة) مما سيجعل من العمل في كل المنطقة العربية أمرا ممكنا ومتاحا بشكل كبير من الأردن. لكن بالطبع سأعمل مع ذلك على التواجد المادي ايضا في السعودية التي عملت بها وأحب، والامارات مركز الأعمال في المنطقة، ومصر أم الدنيا على أقل تقدير وربما أيضا في واحدة من بلاد المغرب العربي.

الطموح كبير والمال قليل لكن الحلم عظيم

ختاما

انا على يقين وفريق العمل الذي سأسعى للحصول عليه أننا سنقدم شيئا سيساعدنا على النجاح مع عملاء مختلفين ومتميزين. نجاح مشترك لا يقف عند حد وقد يغير شيئا في عالمنا.